علياء المرزوقي ، يجذبني كل شيئ يتعلق بالرسم والأدب ، أحب اليابان وكل شيء يتعلق بها . .

قصة و عبرة


كن كقلم الرصاص !







هناك خمس خواص للقلم .. ستعيش إذا تمكنت من الحفاظ عليها بسلام دائم مع العالم .

تقول الحكاية :
كان صبي يراقب جدته وهي تكتب رسالة ، فسألها خلال ذلك :
هل تكتبين قصة حدثت لنا ؟ وهل يصادف أنها قصة عني ؟
توقفت الجدة عن الكتابة وابتسمت وهي تجيب حفيدها: أنا اكتب عنك فعلا
لكن الأمر الأكثر أهمية من الكلمات هو قلم الرصاص الذي أستخدمه في الكتابة وآمل أن تصبح مثل هذا القلم عندما تكبر

شرع الصبي يتأمل قلم الرصاص بينما تملكته شدة الفضول إلا أنه لم يجد فيه شيئا مميزا ..
فخاطب الجدة :

لكنه عادي ويشبه أي قلم آخر رأيته في حياتي !

فردت : هذا يعتمد على كيفية نظرتك إلى الأشياء
هناك خمس خواص للقلم ، وإذا تمكنت من الحفاظ عليها ستعيش دوما بسلام مع العالم .. 

الأولى : أنك قادر على القيام بأشياء عظيمة وأنت تستخدمه، ولكن يجب أن لا تنسى أبدا أن هناك يدا تقود خطواتك
ونطلق على هذه اليد تسمية اليد الإلهية وهي دوما ستقودنا بمشيئتها .. 


أما الثانية : في بعض الأحيان علي أن أتوقف عن الكتابة لأبري القلم وهذا ما يجعله يتألم قليلا ..لكنه في النهاية
سيصبح مسنوناً أكثر فيؤدي وظيفته بشكل أفضل !
لذا تعلم كيف تتحمل القليل من الألم لأنها قضية تجعلك شخصاً أفضل ..


أما الثالثة : فتتمثل في أن القلم يتيح لنا دوما أن نستعمل الممحاة لإزالة أي خطأويتعين عليك أن تدرك أن
تصحيح شيء فعلناه ليس بالضرورة عملا سيئا إنما هو حيوي كونه يساعدنا للبقاء على درب العدالة ..
والرابعة :المهم في القلم حقاً ليس الخشب أو شكله الخارجي وإنما مادة الغرافيت الموجودة في داخله
لذا عليك دائما الاهتمام أكثر لما يحدث في دواخلك ..


والخاصية الخامسة والأخيرة :
تتمثل في أن القلم يترك أثرا دائما !!

وبالطريقة نفسها، عليك أن تعرف أن كل شيء تفعله في الحياة

سيترك وراءه آثارا
فحاول أن تكون واعيا لكل عمل تؤديه.


لــ باولو كويلو
من كتاب / كالنهر الجاري



_____________________________________________________________________________



السجادة ..


كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة من بعد تعب مشاغل الدنيا وما أكثرها.
وقد استلقيت على فراشي وغرقت في نوم عميق جداً فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألم بي.

فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض فتلفّت حولي فذهب الأنينثم ذهبت وشربت الماء وعدتوإذا بالأنين يعود مرة أخرى !
وكأنه صوت بكاء

فتحسّست الأرض بيدي حتى أمسكت ( سجادتي ) فسكتت
فقلت مستغرباً: أنت التي تأنين يا سجادتي؟!
قالت: نعم ، قلت: ولماذا؟
قالت: قد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء !

قلت: وهل تريدين أن أحضر لكِ كأساً من الماء؟
قالت : لا ليس هذا الماء الذي يرويني إنما ترويني دموع العابدين التائبين.
قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع ؟

قالت : وهذا هو سبب بكائي .. فقم يا عبد الله وصل لله ركعتين حتى تنير لك ظلمة القبرولم يبقَ من الوقت إلا القليل
وبعدها يؤذن لصلاة الفجر

قلت: دعيني وشأني يا سجادتي
قالت: يا عبد الله قم لصلاة الفجر فإنها حياة للقلب والروح، وقد حان موعد الأذان ليردّد
( الصلاة خيرمن النوم )
وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم بالليل وبالنهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ! •
قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي
فأنتِ تشاهديني كل يوم لا أعود إلا وأنا مرهق متعب. ثم أخذ اللحاف فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم.

قالت: يا عبد الله
وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك؟
قلت بلغة تهكمية: اسكتي ياسجادتي ، أرجوك لا تتكلمي فإنني متعب
فسكتت السجادة متأثرة بما قاله عبد الله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر ! •
ألم تسمع قول الرسول ﷺ :
لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
ألم تسمع قول الرسول ﷺ :
من صلى البردين دخل الجنة . 
ألم تسمع قول الرسول ﷺ :
ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً .

فانتبه عبد الله من غفلته وقال : فعلاً إن صلاة الفجر مهمة.
السجادة : قم يا عبد الله قم.
قال: غداً أبدأ إن شاء الله ولكن اتركيني اليوم لأنام فأنا مرهق.

السجادة وهي متحسرة : من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال .
ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً
يا عبدالله .. وتذكر كلامي ونصحي.

ثم تركته ونام عبد الله ولكن !!
كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد قبض من تلك الساعة..
فأنشدت السجادة حين علمت بموته قائلة :
يا من يعدّ غداً لتوبته أعَلى يقين من بلوغ غدِ ؟
المرء في زلل على أمل ومنية الإنسان بالرصدِ
أيام عمرك كلها عدد ولعل يومك آخر العددِ



_______________________________________________________________________________

الأب المؤمن .. هو الذي ربى أولاده على طاعة الله 

طلب الإبن من أبيه الحكيم أن يلخص له خبرته
في الحياة والحكمة التي أخذها منها
فقال له : هل تقدر على الإستماع ؟
فقال له : نعم

فقال الأب الحكيم يابني :
إيّاك أن تتكلم في الناس والأشياء
إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر
وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور !

وإيّاك والشائعة لا تُصدق كل ما يقال
ولا نصف ما تبصر ..
وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه
أدفع بالتي هي أحسـن فستنقلب العداوة حباً.

إذا أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه !
ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخبر ، ولماذا سمي السفر سفرا ؟
إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر .

وإذا هاجمك الناس وأنت على حق فافرح !
لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر
ولا يُرمى إلا الشجر المثمر .
بني ..
عندما تنتقد أحداً فبعين النحل تعوّد أن تبصر
ولا تنظر للناس بعين ذباب
فتقع على ما هو مستقذر !

نم باكراً يا بني فالبركة في الرزق صباحاً
وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر .
وحينما يثق بك أحد ، فإياك ثم إياك أن تغدر .

سأذهب بك لعرين الأسد
وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر ! 
ولكن لأنه عزيز النفس ، لا يقع على فريسة غيره 
مهما كان جائعاً يتضور
فلا تسرق جهد غيرك فتتجوّر !

سأذهب بك للحرباء حتى تشاهد بنفسك حيلتها ! فهي تلون جلدها بلون المكان
لتعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر .
تعود يا بني أن تشكر ..
أشكر الله فيكفي أنك مسلم
ويكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر
أشكر الله وأشكر الناس ، فالله يزيد الشاكرين . 
والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له يقدر .

أعظم فضيلة في الحياة هي الصدق
وأعلم أن الكذب وإن نجا هو أرذل رذيلة .
بني .. وفّر لنفسك بديلاً لأي شيء
أستعد لأي أمر ، حتى لا تتوسل لنذل يذل ويحقر .
واستفد من كل الفرص
لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر .

لا تتشكى ولا تتذمر !
أريدك متفائلاً مقبلاً على الحياة
أهرب من اليائسين والمتشائمين
وإياك أن تجلس مع رجل يتطير !
لا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك
وإياك أن تسخر من شكل أحد ،
فالمرء لم يَخلق نفسه !
ففي سخريتك أنت في الحقيقة
تسخر من صنع الذي أبدع وخلق وصور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق